samedi 14 mai 2011

╣☼╠ آلمسلمــــون .. علمـــآئهم وسيــــرهم آلـــذآتيـــــة ╣☼╠







إبـــن آلهيثــــــم




هو العالم العربي محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم أبو على البصري ، عالم بصريات وهندسة له العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث .
مولده ونشأته :

ولد ابن الهيثم في مدينة البصرة في العراق سنة 354 هجرية - 965 ميلادية ، في عصر كان يشهد ازدهارا في مختلف العلوم من رياضيات وفلك وطب وغيرها ، هناك أنكب على دراسة الهندسةوالبصريات وقراءة كتب من سبقوه من علماء اليونان و العالم الأندلسي الزهراويوغيرهم في هذا المجال ، كتب عدة رسائل وكتب في تلك العلوم وساهم على وضعالقواعد الرئيسية لها , وأكمل ما كان قد بدئه العالم الكبير الزهراوي .
أشهر أعماله :

المناظرأو ( علم الضوء ) - صورة الكسوف - اختلاف منظر القمر - رؤية الكواكب -التنبيه على ما في الرصد من الغلط - تربيــــع الدائرة - أصول المساحة -أعمدة المثلثات - المرايا المحرقة بالقطـــــوع - المرايا المحرقةبالدوائر - كيفـيات الإظلال - رســــــالة في الشفق - شــرح أصول إقليدسفي الهندسـة والــعدد - الجامع فـي أصول الحساب - تحليل المسائل الهندسية- تحليل المسائل العـددية . ولابن الهيثم أكثر من 80 كتابا ورسالة ، عرضفيها لسير الكواكب والقمر والأجرام السماوية وأبعادها .
مؤلفاته :

لابن الهيثم الكثير من المؤلفات التي يصل عددها الى ثمانين كتابا ورسالة في مختلف العلوم ، ولعل أهم تلك المؤلفات كتاب المناظر الذي وضع فيه نظريته المعروفة التي أصبحت أساس علم البصريات فيما بعد وتنص على ان العين تتمكن من الرؤية بانبعاث أشعة من الأجسام باتجاهها وهذا ما اثبته العلم الحديث مخالفا بذلك العالم اليونانيبطليموس الذي قال ان العين تخرج أشعة باتجاه الاجسام للتتمكن من رؤيتها .
تأثيره على العلم الحديث :

درس إبن الهيثم ظواهر إنكسار الضوءوإنعكاسهبشكل مفصّل ، وخالف الآراء القديمة كنظريات بطليموس ، فنفى ان الرؤية تتمبواسطة أشعة تنبعث من العين ، كما أرسى أساسيات علم العدسات وشرّح العينتشريحا كاملا .
وفاته :

توفي ابن الهيثم في مدينة القاهرة في مصر سنة 1038 م عن عمر 73 عام .





أبو آلقآسم آلزهرآوي 




اسمه ونسبه ونشأته:
هوخلف بن العباس المكنى بأبي القاسم الزهراوي ، وذلك نسبة إلى مدينة الزهراءالتي ولد فيها عام 422 هجرية الموافق لعام 1030 ميلادية ، وتوفي سنة 1106ميلادية . والزهراء مدينة من مدن الأندلس . لقد كان أبو القاسم الزهراويمن عائلة تنتمي إلى الأنصار ـ فأصله من المدينة المنورة ـ ولكنه نسب لمكانولادته فقيل له الزهراوي ، ولذلك كان يلقب بالأنصاري .
في هذه المدينة العظيمة عاش الزهراوي إلىأن توفي سنة 1106 ميلادية . ويخالف الدكتور محمود الحاج قاسم محمد في ذلكفيقول : بأن الزهراوي قد ولد عام 936 م وتوفي عام 1013 م .

طلبه لعلوم الطب ونبوغه فيها ورسوخ قدمه في مجال الجراحة الطبية : 

لا يعرفالكثير من أخبار الزهراوي ، ولكن من خلال النـزر اليسير ـ الذي وصل منسيرته العلمية نستطيع القول بأن الزهراوي قد التحق بالعمل في المستشفىبقرطبة ـ والذي كان قد أنشأه الخليفة عبدالرحمن الناصر ـ حيث كان يُعمِلالنظر في الطرق والوسائل المستخدمة في علاج المرضى ، ومع المطالعة وتلكالمتابعة الجادة تكونت شخصيته العلمية ، وترسخت قناعاته في المضمار الطبي، وكانت قاعدة الانطلاق لديه استقرار الفكرة عنده بأهمية مزاولة الطبيبلفن الجراحة بدلاً من أن يوكل ذلك لمن كان يسمى إلى ذلك الحين ـ صاحبالصنعة ـ وهو عادة من الحجّامين أو الحلاقين ، حيث كان الأطباء يأنفون منممارسة تلك الأعمال الجراحية التي تقتضي غمس أيديهم بالدم والقيح ؛ ولذلكفإن الزهراوي وباستقرار هذه الفكرة عنده قد مارس الجراحة وحذق فيها وصبرعلى الانتقادات التي وجهت إليه حتى برع وأبدع وصار علمًا فيها . ولذلكيقول الدكتور أحمد طه : ( إن الزهراوي علم من أعلام الطب الجراحي لدرجةأنه لا يكاد يذكر اسمه إلا مقترنًا مع الطب الجراحي ) . 
ونظرًا للآثار العلمية التي خلفهاالزهراوي مما اعتمد عليه الأوروبيون في تعليم الطب للطلاب ـ فإن اسمه لايزال يتردد في أوروبا وبطرق مختلفة ، فهو يسمى أبولكاسس ABULCASIS والبلكاسس ، والسروي ، وأكاراني، والزهراوي ، وزاهرفيوس ، والكارافي . لقدكان أبو القاسم الزهراوي إحدى الثمرات التي قطفتها الإنسانية من بستانالإسلام ، والتي سعدت بها وبأمثالها الأجيال من خلال ما تركته من بصماتالخير في رعاية المصالح ودرء المفاسد ، وقيام صرح الحضارة الإنسانية علىقواعد راسخة ، أجل لقد كان كل ذلك بجهود أمثال الزهراوي العظيم .


نبوغه في المجالات الطبية المختلفة:
مجالات أخرى كان للزهراوي حضور متميز فيها ومن ذلك ما يلي :

أ ـفي ميدان علم التوليد ، ومن ذلك يحكي لنا الدكتور الدفّاع نقلاً عنالدكتور محمد القاضي : ( إن الزهراوي هو أول من أوصى بولادة الحوض المسماةفي أمراض النساء (وضع والثر) في الولادة ووصفه الزهراوي وصفًا دقيقًا ،ولكنه نسب إلى العالم الأوروبي (والثر) .

ب ـمزاولته الأعمال الصيدلانية وفن التعقيم ، وقد قضى الزهراوي معظم حياتهيمارس مهنة الطب والصيدلة في مدينة الزهراء ، ونال شهرة عظيمة في هذاالمجال ، كما استمر في دراسته للعلوم الشرعية والعلوم الطبيعية فأبدع فيها، وكان الزهراوي دقيقًا في عمله إذ كان يعقم آلاته التي يستخدمها فيعملياته الجراحية بمادة الصفراء ، للتأكد مـن تطهيرها قبل إجراء العملية ،وقد أثبت الطب الحديث أن مادة الصفراء تقلل من تواجد البكتيريا .

ج ـجهوده الحثيثة في وصف السرطان وعلاجه ، ولنسمع ما يقوله احد الدكاتره بهذاالصدد : من الأمراض التي شغلت الزهراوي ومعاصريه مرض ( السرطان ) وعلاجه ،فقد أعطى لهذا المرض الخبيث وصفًا وعلاجًا بقي يستعمل خلال العصور حتىالان ، فلم يزد أطباء القرن العشرين كثيرًا على ما قدمه علّامة الجراحة .

د ـمزاولته علاج أمراض الأنف والحنجرة والعين والأذن ، ولذلك يقول عنهالدكتور أحمد شوكت الشطي : ( يعد الزهراوي أول من وصف مرض الناعور وصفًاصحيحًا ، وهو مرض وراثي خطير ، متصف بصعوبة رقوء الدم حين النزف .

هـ ـعنايته بالطب النباتي وعلم التغذية وفي هذا السياق يذكر لنا احد الدكاترهعنه ما يلي : ( بحث الزهراوي في تحضير بعض العقاقير المعدنية والنباتيةوالحيوانية ، كما تعلم ابن البيطار كيفية صنع الخبز المركب من أجود أنواعالقمح ، وأيضًا استخراج الزيت من النبات : ( كان الزهراوي طبيبًا فاضلاًخبيرًا بالأدوية المفردة والمركبة ، جيد العلاج وله تصانيف مشهورة ) .
كمانقل لنا قول الدكتور محمد زهير البابا عنه في الندوة العالمية الأولىلتاريخ العلوم عند العرب ـ والمنعقدة بمدينة حلب في سوريا ، وهو : (يَعتبر الزهراوي أول من استعمل الفحم في ترويق شراب العسل البسيط ، كماأنه أول من استعمل قوالب خاصة لصنع الأقراص الدوائية ) .


أهم مؤلفات الزهراوي:
1 ـكتاب ( التصريف لمن عجز عن التأليف ) ، الذي يذكر عنه الدكتور أحمد فؤادباشا في التراث العلمي للحضارة الإسلامية بأنه : ( أكبر مؤلفاته وأشهرها ،فهو موسوعة طبية تقع في ثلاثين جزءًا ومزودة بأكثر من مائتي شكل للأدواتوالآلات الجراحية التي كان يستخدمها الزهراوي ، ومعظمها من ابتكاره ) ،ولقد حظي هذا الكتاب باهتمام كبير لدى أطباء أوروبا وبقي كتابًا تدريسيٌّامعتمدًا في جامعات أوروبا لعدة قرون .


وأول لغة ترجم إليها هذا الكتاب عقب ظهوره كانت اللغة العبرية ، ثم ترجمإلى اللاتينية بالبندقية عام 1495 م ، وفينيسيا عام 1497 م ، وستراسبورجعام 1532 م ، وبال عام 1541 م ، ويزيدنا الدكتور محمد مصطفى السمري معرفةبهذا الكتاب حيث يقول ما يلي : ( وضمّن كتابه صورًا عديدة للآلات والأدواتالجراحية التي اخترعها بنفسه ، والبالغ عددها 200 آلة ، مثل: ( جفت الولادة ، المنظار المهبلي ، المحقن أو الحقنة العادية ، الحقنةالشرجية ، خافض اللسان ، مقصلة اللوزتين ، الجفت وكلاليب خلع الأسنان ،مناشير العظام ، المكاوي على اختلاف أنواعها ، ناهيك عن عشرات من المبارد، والجبائر ، والمجارد ، والمشارط ، والمجسات ، والقساطر ) .

2 ـ كتاب تفسير الأكيال والأوزان . وقد ذكر الزركلي في سياق ترجمته للزهراوي بأن هذا الكتاب لا يزال مخطوطًا .

3 ـكتاب فيه أسماء العقاقير باليونانية ، والسريانية ، والفارسية ، والعجمية، وتفسير الأكيال والأوزان ، وبدل العقاقير وأعمارها ، وتفسير الأسماءالجارية في كتب الطب .

4 ـ كتابه الكبير المسمى بالزهراوي . وقد أورد ذكره ابن أبي أصيبعة ، وقال : ( أفضلها كتابه الكبير المعروف بالزهراوي ) .

مبتكراته وإبداعاته:
1 ـ مع تمرس الزهراوي في مجال الجراحة بشكل عام ـ فيبدو أنه أول من فرق بينالجراحة وغيرها من المواضيع الطبية الأخرى ، وجعلها تعتمد على دراسةالتشريح ، ويبدو أنه كان أول من اعتبرها فرعًا من فروع الطب ، وكان يؤيدمبدأ التخصص في المجالات الطبية .

2 ـ هو أول من وصف عملية سل العروق من الساق لعلاج دوالي الساق ، والعرق المدني واستخدمها بنجاح .

3 ـبالنسبة لعلاج الحصى جراحيٌّا ذكر الزهراوي تفاصيل دقيقة ، كما وصف تفتيتالحصى بتكسيرها وتفتيتها بطريقة فريدة لم يسبقه أحد إلى معرفتها ، وكذلكفإنه تكلم بتفصيل عن الناصور الشرجي وكيفية إجراء الجراحة لاستئصاله .

4 ـ تكلم عن عملية شق الأدرة المائية ، وكذلك عملية الغدة الدرقية ، وتسمى قيلة الحلقوم .

5 ـ تكلم عن التهاب العظم المزمن بشكل منطقي ، ووصف كسور الجمجمة وعلامات استكشاف الجراحات للتشخيص النهائي .

6 ـولقد أورد الدكتور محمود الحاج قاسم محمد في كتابه ( الطب عند العربوالمسلمين ) جملة من ضمن ما كان الزهراوي قد ابتكره نذكرها في ما يلي :

أ ـوصف الزهراوي وسيلة تمنع المثقاب من أن يخترق تجويف الجمجمة ، وهذهالوسيلة تتكون من قطعة من المعدن أوسع من قطر الثقب الذي يحدثه مثقابالجمجمة ، فتقوم بمفعول الحدادة لمنع انثقاب الأم الجافية والمخ .

ب ـ وكذا الآلة الخاصة السنانير لاستئصال الزوائد اللحمية من الأنف .

ج ـ والزهراوي هو الذي اكتشف الحقنة الشرجية ، فهو أول من وصف محقنة شرجية مربوطة عليها جلدة واستعملها لحقن الأطفال .

د ـ وابتكر كذلك آلة خافضة للسان حيث تستعمل لكبس اللسان أثناء إجراء عمليةاللوزتين ونصح بصنعها من النحاس أو الفضة على شكل رقيق كرقة السكين وهيالتي تشبه التي نستعملها الآن لنفس الغرض .

هـ ـ وقد اخترع الزهراوي منظارًا خاصٌّا لفحص المهبل سماه لولبًا ، وربما أعطىهذه الآلة ذلك الاسم لأنها تتحرك على لولب هو محور انفتاحها وانغلاقها .

و ـحيث نجد في كتابات ابن سينا والزهراوي إشارات لعمل بعض الغدد الصماءفذكروا الفرق بين الورم السليم والخبيث للغدة الدرقية وذكروا حالات العقمفي الرجال والنساء وحالات الخنثى ) . 
# هذه أهم ابتكارات ومظاهر الريادة الطبية التي يذكرها التاريخ للزهراوي .






آلإدريسي 



الشريفالإدريسي اكبر جغرافي عرفته الحضارة الإسلامية ، بل واكبر جغرافي علىالإطلاق حتى عصر الكشوف الجغرافية الأوربية أواخر القرن الخامس عشر وأوائلالقرن السادس عشر الميلاديين .
>>
>>
نسبه وألقابه:-
>>
هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحمودي الحسني>>
وينتسبللأسرة الإدريسية العلوية والتي يمتد نسبها للإمام علي – رضي الله عنه -ولذلك يلقب عادة بالشريف الإدريسي . كذلك يلقب الإدريسي بالصقلي لكونهامضي سنوات طويلة من حياته في صقلية ويلقب أيضا سطرابون العرب تشبيهابالجغرافي الإغريقي الكبير سطرابون .
>>
>>
مولده وحياته:-
>>
ولدالإدريسي في سبته بالمغرب عام 493 هـ ( 1100 م ) . وعاش أكثر سنوات حياتهبالمغرب والأندلس وصقلية وتوفي عام 561 هـ ( 1166 م ) .
تعليمــــــــــه:-
>>
بداالإدريسي تعليمه في سبته وفاس ثم انتقل إلي قرطبة ليدرس علي يد علماء عصرهمن أساتذة جامعتها وامضي بقرطبة عدة سنوات أتقن فيها الجغرافيا والفلكوالحساب والهندسة ودرس أيضا الطب والصيدلة والنبات والي جانب دروس أساتذتهاستقي الإدريسي قاعدة معلوماته الجغرافية من دراسة ما توفر لديه من مؤلفاتكبار الجغرافيين مثل : بطليموس - وابن حوقل - وغيرهم ، فأحاط إحاطة شاملة بانجازات من سبقه من الجغرافيين .
>>
رحلاتــــــــــه :-
>>
قامالإدريسي برحلات واسعة في بلاد حوض البحر المتوسط والبلاد القريبة منه وقدزودته تلك الرحلات بالكثير من المعلومات وأكسبت معارفه الجغرافية بعداعمليا قلما توافر لغيره ممن توقفت رحلاتهم عند حد الانتقال بين صفحاتالكتب . فقد زار مصر والشام وزار القسطنطينية ومكث بقرطبة زمنا كما تنقلبين أقاليم الأندلس والشمال الاسباني ومدنهما وزار البرتغال التي كانتماتزال جزء من الدولة الأموية وزار الشاطئ الفرنسي وجنوب انجلترا وأخيرازار صقلية عندما دعاه ملكها روجر الثاني وحل عليه ضيفا في بلاد العاصمةباليرمو ويعتقد أن الإدريسي مكث بصقلية قرابة عشرين عاما .
>>

انجازات الإدريسي الجغرافية
>>
أولا / الخرائط :
>>
قسمالإدريسي النصف الشمالي للكرة الأرضية إلي سبع مناطق مناخية متباينة . ثمقسم كلا منها بدوره إلي عشر قطاعات متساوية في عدد خطوط الطول بها . ورسملكل قطاع من هذه القطاعات السبعين خريطة مستقلة بحيث كونت الخرائط السبعونفي مجموعها خريطة شاملة للعالم عرفت بخريطة الإدريسي وهي أدق ما وصل إليهعلم الجغرافيا وفن رسم الخرائط حتى ذلك العصر . وتميزت هذه الخرائط بأنهاكانت مبنية علي معرفة راسخة بكروية الأرض كما أنها تميزت بأنها توضحالملامح الجغرافية لأوربا بدقة غير مسبوقة في أي خريطة أخري كما أن هذهالخرائط كانت تظهر تفاصيل البحر المتوسط بدقة عالية غير مسبوقة .
>>
ثانيا / كرته الفضية :
>>
صنعالإدريسي لروجر الثاني كرة من الفضة رسم علي سطحها خريطة العالم لتصبحبذلك ممثلة للكرة الأرضية وكان قطر الكرة يبلغ المترين طولا ووزنها يقدربوزن رجلين . وقد فقدت هذه الكرة في عصر الجهل والتعصب التي سادت بعد عصرالنورمان الأولين .
>>
ثالثا / مؤلفاته الجغرافية :
>>
1 - كتاب "صفة بلاد المغرب" : عن جغرافية وأحوال بلاد المغرب .
2 - كتاب "روضة الأنس ونزهة النفس" : ولم يبق من هذا الكتاب إلا مختصره المعروف بـ "الإدريسي الصغير" .
>>
3 - كتاب "نزهة المشتاق في اختراق الأفاق" : والذي يعد وخريطة العالم أعظم أعمال الإدريسي ويطلق علي هذا الكتاب اسم "كتاب روجار" أو " الكتاب الروجاري" نسبة إلي الملك روجر الثاني الذي إلف الإدريسي كتابه في كنفه وأهداه إليه .
>>
رابعاً / مؤلفاته الغير جغرافية :-
>>
في الطب ألف الإدريسي كتابه " الأدوية المفرجة " "الذي عدد فيه أسماء بعض العقاقير باثنتي عشر لغة .>>
في علم النبات ألف الإدريسي كتاب " الجامع لأشتات النبات" .
>>
موقف الغرب من الإدريسي :
>>
للأسفالشديد لاقي الإدريسي من الغرب جحودا ذميما في حين انه احد الأعمدةالأساسية التي استندت إليها النهضة الأوربية ولعل من أنصف ما ذكر في حقالإدريسي من الغربيين :>>
مقولة "جاك ريسلر" في كتابه الحضارة العربية: ولم يكن بطليموس الأستاذ الحقيقي في جغرافية أوربا ،بل كان الإدريسيالذي ولد عام 1100 م وتخرج من قرطبة ، والذي عاش في باليرمو : فمصوراتالإدريسي التي تقوم علي معرفة كروية الأرض كانت تتويجا لعلم المصوراتالجغرافية في العصر الوسيط بوفرتها وصحتها وشمولها .
أما "البارون دي سيلان" فيقول عن كتاب الإدريسي نزهة المشتاق : انه كتاب لا يقارن به أي كتاب جغرافي قبله وهو لا يزال دليلنا إلي بعض أنحاء الأرض .








ابن البيطار





يعتبر ابن البيطارمنأفضل الأطباء المسلمين الذين عاشوا في العصور الوسطى ، والذين قاموا بنهضةطبية هائلة . له حضور قوي في مجال الطب ، حيث قام بمجهودات عظيمة وترك لناكنزا لو نقبنا في ثناياه لوجدنا الكثير والكثير مما يفيد البشرية .
اسمه ونسبه :
هو ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي .
اللقب المعروف به : ابن البيطار .


مولده :

ولد بمالقة بالأندلس عام 593 هجرية / 1196 ميلادية .

سيرة حياته ودراسته :

كان والده عشابا متميزا فشرب ابن البيطار بداياتهذا العلم من والده ، ثم تتلمذ على يد ابن العباس أحمد بن محمد بن فرجالنباتي المعروف بابن الرومية وكان العباس هذا من أشهر العشابين إنذاك.وتتلمذ كذلك على عبد الله بن صالح وغيرهما .
ثم درس ابن البيطار كتب ديسقوريدس Disokurides ، وجالينوس ، وأبقراط ،وأوريبازيوس ، وابن سينا ، والإدريسي ، وابن العباس النباتي دراسة مستفيضةحتى أتقنها تمامًا ، وشرح النقاط الغامضة فيها ، وهو قد استفاد ولم تقتصردراسة ابن البيطار على مجرد القراءة والتعلم من هذه الكتب بل كانت هذهالمؤلفات موضع نقده وتصويبه وتنقيحها من الخرافات وما ينافي العلم آنذاك .

سافر ابن البيطار بلادا كثيرة ، وأخذ ينهل من علومها المتعلقة بالطبوالنبات فقد سافر في بداية شبابه إلى المغرب ، والجزائر وتونس باحثاًودارساً ومحاوراً الباحثين بعلم النبات والعاملين به ، ثم تابع جولاتهمنتقلاً إلى آسيا الصغرى ماراً بأنطاكية ومنها إلى سوريا ثم إلى مصرفالحجاز وغزة والقدس وبيروت ُثم انتقل إلى بلاد الإغريق ووصل إلى أقصىبلاد الروم ، وكان في كل محطاته مثال العالم الباحث في علوم الأدويةوالنباتات .

في مصر اختاره الملك الأيوبي ليصبح رئيساً على سائر العشابين ( أي نقيباً للصيادلة في ذلك الوقت ) .


آثاره العلمية :

لقد ترك لنا ابن البيطار الكثير والكثير من الكتب العلمية المفيدة ومن أشهرها كتاب : " الجامع لمفردات الأدوية والأغذية " والمعروف " بمفردات ابن البيطار"يعتبر هذا الكتاب قاموسا يشرح لنا أنواع النباتات وفوائدها وعلاجهاللأمراض المختلفة وهذا الكتاب وضع فيه ابن البيطار خلاصة تجاربة التيتعلمها من ترحاله.وفند فيه الأدوية الأخرى الخاطئة .
ومن كتبه الأخرى :

1 - كتاب المغني في الأدوية المفردة .
2 - كتاب الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام .
شرح أدوية كتاب ديسقوريدس وهو عبارة عن قاموس بالعربية والسريانية واليونانية والبربرية وشرح للأدوية النباتية والحيوانية.3 - مقالة في الليمون .
4 - الأفعال الغريبة والخواص العجيبة .
5 - ميزان الطبيب .
6 - رسالة في التداوي بالسموم .
7 - قانون الزمان في تقويم الأبدان .


قالوا عن ابن البيطار :

يقول عنه " زيغرند هونكة " :

منذ عصر المأمون في القرن التاسع الميلادي أصبحتالصيدليات تحت إشراف الدولة ، والصيادلة يتعرضون لفحص مسلكي ، وكان ابنالبيطار عميدا لقسم الصيدلة في القاهرة حيث كان من أشهر علماء الكمياءوالصيدلة، وتعددت التجارب فكثرت المواد التي ابتكرها العرب ولكن ابنالبيطار هو أعظم عباقرة العرب في علم النبات .

يقول عنه تلميذه ابن أبي أصيبعة :

رأيت من حسن عشرته وكمال مروءته وكرم نفسه مايفوق الوصف ، وشاهدت معه في ظاهر دمشق كثيراً من النباتات في مواضعها ،ووجدت عنده من الذكاء والفطنة والدراية في النبات وفي الكتب المؤلفة فيهذا العلم ما يثير التعجب لذاكرته المتوقدة النادرة ، فكان يذكر كل دواءفي أي كتاب ذكر وفي أي مقالة من هذا الكتاب وفي أي عدد هو من جملة الأدويةالمذكورة في تلك المقالة ، إن ابن البيطار هو أوحد زمانه وعلاّمة عصره فيمعرفة النبات وتحقيقه واختياره ومواضع نبته ونعت أسمائه على اختلافهاوتنوعها .


ويقول المستشرق روسكا عن كتابه الجامع :

" إن كتاب الجامع كان له أثره البالغ في أوروبا ، وكان من أهم العوامل في تقدم علم النبات عند الغربيين " .


ويقول عنه ماكس مايرهوف :

" إنه أعظم كاتب عربي خلّد في علم النبات " .

أما الباحثة الألمانية زيغريد هونكه تقول في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب :

" إن ابن البيطار من أعظم عباقرة العرب في علمالنبات فقد حوى كتابه الجامع كل علوم عصره وكان تحفة رائعة تنم عن عقلعلمي حي ، إذ لم يكتفِ بتمحيص ودرس وتدقيق 150 مرجعا بل انطلق يجوب العالمبحثاً عن النباتات الطبية فيراها بنفسه ويجري تجاربه عليها إلى أن وصل بهالأمر ليبتكر 300 دواء جديد من أصل 1400 دواء التي تضمنها كتابه مع ذكرأسمائها وطرق استعمالها وما قد ينوب عنها ، كل هذه عبارة عن شواهد تعرّفناتماماً كيف كان يعمل رأس هذا الرجل العبقري " .

ويقول راملاندو في كتابه ( إسهام علماء العرب في الحضارة الأوروبية ) :

إن ( إسهام ابن البيطار في مجال علم النبات يفوق إنتاج السابقين من ديسقوريدس إلى القرن العاشر الهجري ) .


ابن البيطار بين الأسلوب العلمي والنقد المنهجي :

لقد ألّف ابن البيطار أوسع كتبه في موضوع علمالنبات ، وأعمقه ، بل أهم كتاب ألف كما يقول باحث معاصر في علم النبات طولالحقبة الممتدة من ديسقوريدس إلى القرن السادس عشر الميلادي ، فقد كان هذاالكتاب ( الجامع في الأدوية المفردة ) دائرة معارف حقيقية في هذا الموضوع، ضمت بين دفتيها كامل الخبرات الإغريقية والعربية
وفي مقارنة بين المنهج العلمي الحديث والمنهج العلمي لابن البيطار نجد انابن البيطار تمتع بالسير على منهج علمي واضح كما يؤكد الدكتور أحمد أبوباشا فيقول أن الفروض العلمية من أهم خطوات التفكير العلمي ، لأن ملاحظةالظواهر وإجراء التجارب عليها لن يكون ذا قيمة إلا إذا تدخل الباحث مفسرالما لاحظه أو جربه ، مفترضا وجود علاقات معينة تكفي لفهم سلوك الظاهرةالمعينة والتعرف على أسباب ونتائج حدوثها وعلى الباحث أن يمتحن فرضهالعلمي ليثبت صدقه ) .

واستخدم ابن البيطار ( التجربة ) وكان يطلق عليها اسم ( الاختبار ) فقدقام بممارستها عند اختباره للأعشاب والنباتات لكي يستخرج منها العقاقيراللازمة لعلاج الأمراض ، وكانت التجربة عنده مرتبطة بالفرض الذي يعد أبرزصور الإبداع العلمي ، وذلك بتحقيق شروط الإبداع التي تكشف عن التماثل فيالمختلِف، والوحدة في المتنوع ، عندما يعتمد الباحث على ربط مسار الوقائعفي خط متصل ، ( فالفرض بذلك هو أكثر صور التعبير عن المشكلة العلمية خصباوإنتاجا ، فهو بذلك تخمين وحدس يتضمن ظرفا لم يبرهن عليه بعد في الوقائعالمتاحة ، ولكنه جدير بالاستكشاف ) .

ولقد أدرك ابن البيطار أهمية الفرض ودوره الهام وعدّه هامٌّا من عناصرالمنهج التجريبي حيث إن له دورا حيويا في مجال البحث العلمي ومعرفة تركيبالأدوية والعقاقير وكيفية استخلاصها من النباتات والأعشاب والوصول إلىالتحقق منها وكيفية صحّتها وأهميتها لعلاج الأمراض .



أما الملاحظة فيمكن أن نستدل على معناها من خلال مؤلفات ابن البيطار بالقول :
إنالملاحظة عنده تعني التوجه الحسي والعقلي المقصود إلى ظاهرة من المظاهرللكشف عن حقيقتها ومعرفة علّتها وليس الوقوف أمامها دون تعليل علمي لها،وقد ذكرها ابن البيطار بلفظ المشاهدة .

ابن البيطار واستقرار المصطلح الطبي :

ولم تقتصر جهود ابن البيطار على ذكر مئات الأدويةوالعقاقير ، وإضافة عشرات من الأصناف ذات الأصول النباتية والحيوانيةوالمعدنية التي لم تكن معروفة من قبل ، ويساهم في تأسيس الصيدلة العربيةعلى أسس علمية وتجريبية ، بل هو قد ساهم في استقرار المصطلح الطبي العربيوأثرى معجمه الذي أصبح من بعده مصدرا ثريا لكل أطباء أوروبا والغرب . 


ومن المؤكد أن تأثير ابن البيطار وأمثاله منالتجريبيين المسلمين المشتغلين بالنباتات والأعشاب والكيمياء الدوائية ،والمؤلفين لكتب في علم الصيدلة والعقاقير الطبية ، قد وصل أثره العميق إلىأوروبا في عصر النهضة .

وفاته :

توفي في دمشق سنة 646ه / 1248 م بعد أن ترك لنا علما مميزا سطعت أضواءه على عتمة الغرب فأنارت لهم دروبهم المظلمة .



البيروني 


عالم مميز، ولا تكفي كلمة عالم للتعبير عما يعنيه هذا الرجل فهو موسوعة علمية
متكاملة تنوعت مجالات معرفته فهو مؤرخ ، جغرافي ، فلكي ، رياضي ، فيزيائي ،
ومترج م، يقف العديد من العلماء أمام علمه الغزير موقف الاحترام والتبجيل ويتساوى 
في هذا العلماء العرب والأوربيين الذي أذهلهم البيروني بأبحاثه العلمية واكتشافاته ،
والتي تساهم إلى اليوم في خدمة العلماء في مختلف المجالات سواء رياضية أو
تاريخية جغرافية أو فلكية .>>
برز البيروني كأشهر شخصية علمية على مر العصور المختلفة كما برزت مؤلفاته
كواحدة من أهم المؤلفات العلمية التي أثرت المكتبات ، واعتبرها العلماء إرث من 
المعرفة تركها لهم البيروني لينهلوا منه العلوم المختلفة .
النشأة :
>>
هو أبو الريحان محمد بن أحمد الخوارزمي " البيروني" ، ويأتي لفظ بيرون من 
الفارسية ويعني "ظاهر" أو "خارج" ، ولد البيروني في 4 سبتمبر عام 973 م في 
مدينة كاث عاصمة خوارزم "تقع خوارزم حالياً في أوزبكستان .>>
عرف عن البيروني منذ الصغر حبه للرياضيات والفلك والجغرافيا وأخذ علومه عن العديد 
من العلماء المميزين منهم أبي نصر منصور بن علي بن عراق وهو أحد أمراء أسرة 
بني عراق الحاكمة لخوارزم وكان عالماً مشهوراً في الرياضات والفلك ، كما عمل 
البيروني على دراسة عدد من اللغات حتى أتقنها وكان من هذه اللغات الفارسية والعربية 
والسريانية واليونانية .
رحلته مع العلم :
>>
رحل البيروني من خوارزم إلى "الري" نتيجة لحدوث بعض الاضطرابات في خوارزم وكان 
هذا في عام 994 م ، التقى في "الري" بالعالم الفلكي " الخوجندي " حيث أجرى معه 
بعض الأرصاد والبحوث الفلكية ، وبعد ذلك عاد إلى بلاده مرة أخرى حيث واصل عمله 
وأبحاثه في الأرصاد ، سافر مرة أخرى إلى " جرجان" عام 998 م حيث التحق ببلاط 
السلطان قابوس بن وشمكير وكان محباً للعلم والعلماء ويزخر بلاطه بالعديد من العلماء 
المتميزين في شتى فروع العلوم والمعرفة ، كما كانت لديه مكتبة ثرية بالكثير من الكتب 
القيمة .>>
التقى البيروني في هذه الفترة بالعالم الجليل ابن سينا وناظره ، كما اتصل بالطبيب 
الفلكي أبي سهل عيسى بن يحيي المسيحي ، حيث تلقى عنه العلم كما شاركه في 
بحوثه العلمية.>>
كانت الفترة التي قضاها البيروني في بلاط السلطان قابوس بن وشمكير فترة ثرية 
بالنسبة له حيث درس فيها وقام بعمل الأبحاث العلمية المختلفة كما التقى بالعديد من 
العلماء المتميزين وكانت واحدة من إنجازاته الهامة هي قيامه بتأليف إحدى مؤلفاته 
الكبرى وهي "الآثار الباقية من القرون الخالية" وهو كتاب تاريخي يضم التواريخ 
والتقويم التي كان العرب والروم والهنود واليهود يستخدمونها قبل الإسلام ، كما يقوم 
بتوضيح تواريخ الملوك من عهد آدم حتى وقته ، كما يوجد به جداول تفصيلية للأشهر 
الفارسية والعبرية والرومية والهندية، وتوضيح كيفية استخراج التواريخ بعضها من 
بعض .
العودة للوطن :
>>
مكث البيروني في جرجان فترة من الزمن استطاع أن ينجز فيها العديد من الخطوات 
العلمية الهامة ، كان خلالها موضع دائم للتقدير والاحترام، قامت بعد ذلك ثورة في 
جرجان قامت بالإطاحة ببلاط السلطان قابوس وذلك في عام 1009 م ، فقام البيروني 
بالعودة مرة أخرى إلى وطنه واستقر بمدينة "جرجانية" التي أصبحت عاصمة للدولة 
الخوارزمية، التحق بعد ذلك بمجلس العلوم الذي أقامه الأمير مأمون بن مأمون أمير 
خوارزم والذي كان يضم العديد من العلماء المتميزين منهم ابن سينا ، وابن مسكويه 
المؤرخ والفليسوف.>>
ومن خلال التحاق البيروني بمجلس العلوم هذا حظي بمنزلة عالية وقدر رفيع عند أمير 
خوارزم الذي عرف قدر البيروني كعالم جليل فاتخذه مستشاراً له وأحاطه برعايته ، وفي 
خلال هذه الفترة واصل البيروني تحصيله للعلم وإجراء بحوثه الفلكية، حتى كان 
الاستيلاء على خوارزم من قبل السلطان محمود الغزنوني والذي قام بضمها إلى ملكه 
فانتقل البيروني إلى بلاطه ورحل مرة أخرى في عام 1016 م إلى غزنة "تقع جنوب 
كابول بأفغانستان .
ما بين غزنة والهند :
استغل البيروني انتقاله بين العديد من الدول في التعرف على المزيد من العلوم وتوسيع 
دائرة علومه فخلال الفترة التي قضاها بعد ذلك في " غزنة " اشتغل بالفلك وغيره من 
العلوم، كما أفادته مرافقته للسلطان محمود الغزنوي في فتوحاته في بلاد الهند حيث 
تعرف على علومها ودرسها كما قام بتعلم اللغة الهندية واتصل بعلمائها، ودرس الطبيعة 
الجغرافية الخاصة بها، بالإضافة لدراسته للعادات والتقاليد والمعتقدات الخاصة بالبلد ، لم 
يكن البيروني يضيع أي فرصة لاكتساب علوم جديدة فكانت المعرفة تلاحقه في أي 
مكان يرسو فيه وكان هو لا يسمح بأن يفوته شيء منها .>>
أثمرت الفترة التي قضاها في الهند عن كتاب آخر انضم للإرث الضخم من الكتب 
والعلوم التي تركها لنا البيروني وكان هذا الكتاب بعنوان " تحقيق ما للهند من مقولة 
مقبولة في العقل أو مرذولة" حيث تناول فيه الحضارة الهندية والجغرافيا والتقاليد والديانة 
وغيرها من العلوم الخاصة بهم ، وساعده في ذلك دراسته للغة الهندية . >>
>>
حظي البيروني بالتقدير والإعجاب من قبل الحكام الغزنويين كافة فبعد وفاة السلطان 
محمود الغزنوي والذي كان يحيطه باهتمامه تقديرا لعلمه الغزير، تولى بعده ابنه السلطان 
مسعود بن محمود الغزنوي والذي ظل أيضاً يبجل البيروني وأحاطه بالعناية والتقدير الذي 
يستحقه عالم بمكانة البيروني العلمية .>>
قام البيروني بتأليف موسوعة في علم الفلك قام بتسميتها " القانون المسعودي في 
الحياة والنجوم" هذا الكتاب الذي يعد موسوعة ضخمة في العلوم وقام بإهدائها إلى 
السلطان مسعود الغزنوي الذي أعجب بهذا العمل القيم وقام بمكافأة البيروني ، ولكن 
البيروني الذي طالما بذل حياته من أجل خدمة العلم والمعرفة أعتذر عن قبول الهدية 
وأوضح أنه يخدم العلم من أجل العلم فقط وليس من أجل المال . 

المؤلفات :
تمكن البيروني من تأليف العديد من الكتب التي عرض فيها أبحاثه واكتشافاته والعديد 
من النواحي العلمية في مختلف المجالات سواء فلكية أو تاريخية أو رياضية وغيرها من 
المجالات العلمية، هذه الكتب التي أثرت الساحة العلمية كثيراً ومازالت يرجع إليها كمرجع 
هام في العديد من الأبحاث العلمية التي يقوم بها العلماء الآن، تبلغ مؤلفاته المائة 
والعشرين ولقد ترجمت إلى العديد من اللغات منها الإنجليزية، الفرنسية وغيرها من 
اللغات.>>
نذكر من هذه الكتب :الرسائل المتفرقة في الهيئة - ويضم إحدى عشر رسالة في 
العلوم المختلفة.>>
الجماهر في معرفة الجواهر – يتضمن الكتاب العلوم الخاص بالمعادن .>>
استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيه - وهذا الكتاب صدر في 
الهندسة ، كتاب العمل بالإسطرلاب ، كتاب في تحقيق منازل القمر ،كتاب المسائل 
الهندسية ، جمع الطرق السائرة في معرفة أوتار الدائرة .>>
تتنوع كتب البيروني في مختلف المجالات وبالإضافة لقيامه بتأليف العديد من الكتب فقد 
قام أيضاً بمهمة الترجمة لعدد من الكتب وذلك نظراً لإلمامه بعدد من اللغات ، فقام بنقل 
بعض الكتب من التراث الهندي والتراث اليوناني إلى اللغة العربية منها كتاب أصول 
إقليدس ، وكتاب المجسطي لبطليموس .
التكريم :
>>
حصل البيروني على التكريم سواء في فترة حياته أو بعد وفاته من العديد من الهيئات 
العلمية التي قدرت جهوده العظيمة في مجال العلم، فقامت أكاديمية العلوم السوفيتية في 
عام 1950م بإصدار مجلد تذكاري عنه بمناسبة مرور ألف سنة على مولده ، وفي 
جمهورية أوزبكستان الإسلامية تم إنشاء جامعة باسم البيروني في العاصمة طشقند ، 
وذلك تقديراً لجهوده العلمية ، كما تم إقامة تمثال له يخلد ذكراه في المتحف الجيولوجي 
بجامعة موسكو ، كما تم إطلاق اسمه على بعض معالم القمر من بين 18 عالماً 
إسلامياً ، وذلك تقديراً لجهوده في علم الفلك .
قالوا عن البيروني :
>>
قال عنه المستشرق سخاو : " إن البيروني أكبر عقلية في التاريخ " ، ويصفه عالم 
آخر بقوله: "من المستحيل أن يكتمل أي بحث في التاريخ أو الجغرافيا دون الإشادة 
بأعمال هذا العالم المبدع" . عشق البيروني العلم والمعرفة حتى آخر أنفاسه في هذه 
الدنيا ففي كتاب "معجم الأدباء" يروي المؤرخ الكبير ياقوت الحموي موقف ما حدث قبل 
وفاة البيروني بلحظات وهذا الموقف يصفه القاضي علي بن عيسى فيقول " دخلت على 
أبي الريحان وهو يجود بنفسه قد حَشْرَج نفسُه ، وضاق به صدره ، فقال لي وهو في 
تلك الحال : كيف قلت لي يومًا حساب المجدَّات الفاسدة " من مسائل المواريث" فقلت له 
إشفاقًا عليه : أفي هذه الحالة ! قال لي : يا هذا أودّع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة ، 
ألا يكون خيرًا من أن أخلّيها وأنا جاهل له ؛ فأعدت ذلك عليه، وحفظه وخرجت من 
عنده وأنا في الطريق سمعت الصراخ " .
الوفاة :
>>
جاءت وفاة البيروني في غزنة وذلك في 12 ديسمبر 1048 م ، بعد أن كرث حياته 
لخدمة العلم ، فيتذكره العلماء الآن من خلال تاريخه العلمي الحافل والمؤلفات العلمية 
التي يرجعون إليها كمادة هامة في الأبحاث المختلفة .





الخوارزمي 





مولده ونشأته : 

محمدبن موسى الخوارزمي القطربلي عالم مسلم عراقي يكنى باسم الخوارزمي وأبوجعفر قيل أنه ولد حوالي 781 م ( وهو غير مؤكد ) حسب بعض الروايات فقدأنتقلت عائلته من مدينة خوارزم ( والتي تسمى ’’خيوا‘‘ في العصر الحالي ،في جمهورية أوزبكستان ) إلى بغداد في العراق ، والبعض ينسبه للعراق فقط .وأنجز الخوارزمي معظم أبحاثه بين عامي 813 و 833 في دار الحكمة ، التيأسسها الخليفة المأمون . حيث أن المأمون عينه على رأس خزانة كتبه ، وعهدإليه بجمع الكتب اليونانية وترجمتها . وقد استفاد الخوارزمي من الكتب التيكانت متوافرة في خزانة المأمون فدرس الرياضيات ، والجغرافية ، والفلك ،والتاريخ ، إضافةً إلى إحاطته بالمعارف اليونانية والهندية . و نشر كلأعماله باللغة العربية ، التي كانت لغة العلم في ذلك العصر . ويسميهالطبري في تاريخه : محمد بن موسى الخوارزمي القطربلّي ، نسبة إلى قريةقُطْربُلّ من ضواحي بغداد . بدأ الخوارزمي كتابه ( الجبر والمقابلة )بالبسملة . وتُجمع الموسوعات العلمية - كالموسوعة البريطانية .

يُعَدُّ الخوارزمي من أكبر علماء العرب ، ومن العلماء العالميين الذين كانلهم تأثير كبير على العلوم الرياضية والفلكية . وفي هذا الصدد يقول ألدومييلي : "وإذا انتقلنا إلى الرياضيات والفلك فسنلتقي ، منذ البدء ، بعلماءمن الطراز الأول ، ومن أشهر هؤلاء العلماء أبو عبد الله محمد بن موسىالخوارزمي" .


مؤسس علم الجبر :

الخوارزمي مؤسس علم الجبر كعلم مستقل عن الحساب ، وقد أخذه الأوربيون عنه. كما أنه أول من استعمل كلمة "الجبر" للعلم المعروف الآن بهذا الاسم .فلحد الآن ما زال الجبر يعرف باسمه العربي في جميع اللغات الأوربية .وترجع كل الكلمات التي تنتهي في اللغات الأوربية بـ "algorism/algorithme"إلى اسم الخوارزمي . وهو أول من ألف في الجبر. كما يرجع إليه الفضل فيتعريف الناس بالأرقام الهندية ( وهي التي تعرف بالأرقام العربية ) . ومنالإسهامات الهامة للخوارزمي في الرياضيات اكتشافه بعض القواعد وتطويرها ،ومنها : قاعدة الخطأين ، والطريقة الهندسية لحل المربعات المجهولة وهيالتي تسمي اليوم باسم المعادلة من الدرجة الثانية ، كما نشر الخوارزمي أولالجداول العربية عن المثلثات للجيوب والظلال ، وقد ترجمت إلى اللاتينية فيالقرن الثاني عشر ، إضافةً إلى إسهاماته الكبرى في الحساب ، أبدعالخوارزمي في علم الفلك وأتى ببحوث جديدة في المثلثات ، ووضع جداول فلكية( زيجاً ) ، وقد كان لهذا الزيج الأثر الكبير على الجداول الأخرى التيوضعها العرب فيما بعد ، إذ استعانوا به واعتمدوا عليه وأخذوا منه .

الخوارزمي كعالم الرياضيات :

أبتكر الخوارزمي مفهوم الخوارزمية فيالرياضيات و علم الحاسوب ، ( مما أعطاه لقب أبو علم الحاسوب ) عند البعض ،حتى ان كلمة خوارزمية في العديد من اللغات ( و منها algorithm بالانكليزية) أشتقت من أسمه ، بالاضافة لذلك ، قام الخوارزمي باعمال هامة في حقولالجبر و المثلثات والفلك و الجغرافية و رسم الخرائط . ادت اعماله المنهجيةو المنطقية في حل المعادلات من الدرجة الثانية إلى نشوء علم الجبر ، حتىان العلم اخذ اسمه من كتابهحساب الجبر و المقابلة ، الذي نشره عام 830 و انتقلت هذه الكلمة إلى العديد من اللغات ( Algebra في الإنكليزية ) .
كتابالمختصر في حساب الجبر و المقابلة للخوارزمي وأعمال الخوارزمي الكبيرة فيمجال الرياضيات كانت نتيجة لابحاثه الخاصة ، الا انه قد انجز الكثير فيتجميع و تطوير المعلومات التي كانت موجودة مسبقا عند الأغريق و في الهند ،فاعطاها طابعه الخاص من الالتزام بالمنطق . بفضل الخوارزمي ، يستخدمالعالم الاعداد العربية التي غيرت و بشكل جذري مفهومنا عن الاعداد ، كماانه قذ ادخل مفهوم العدد صفر .


كتبه ومؤلفاته :


كتابالجبر كان أول كتبه عن الحل النظامي ’’للمعادلتان الخطية والتربيعية‘‘.كما هو واضح فهو يعد ’’أبا الجبر‘‘ ، لقب يشاطره فيه ’’ديوفانتوس‘‘ . قدمتتراجم لاتينية لنظريته في علم الحساب، عن ’’الأعداد الهندية‘‘ ، ’’نظامالأرقام العشرية الوضعية‘‘ للغرب في القرن الثاني عشر . لم تصنع اسهاماتهتأثيراً عظيماً في الرياضيات فحسب ، بل وللغة كذلك. كلمة الألجبرا هيمحرفة من الجبر ، احدى العمليتان المستخدمتان في حل ’المعادلات الخطية‘ ،كما شرحها في كتابه. الكلمتان ’اللجرزم‘ و’اللجرثم‘ تنسبان إلى كلمة’الجورتمي‘ ، النطق اللاتيني لاسمه . كما أن اسمه هو أصل الكلمة الأسبانية’هوارزمو‘ ، والكلمة البرتغالية ’الوارزمو‘ ، واللتان تعنيان الرقم .وكتاب الزيج الأول ، الزيج الثاني المعروف بالسند هند ، كتاب الرخامة ،كتاب العمل بالإسطرلاب ، كتاب الجبر والمقابلة الذي ألَّفه لما يلزم الناسمن الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم ، وفي مقاسمتهم وأحكامهم وتجارتهم ،وفي جميع ما يتعاملون به بينهم من مساحة الأرضين وكري الأنهار والهندسة ،وغير ذلك من وجوهه وفنونه . ويعالج كتاب الجبر والمقابلةالمعاملات التي تجري بين الناس كالبيع والشراء ، وصرافة الدراهم ،والتأجير ، كما يبحث في أعمال مسح الأرض فيعين وحدة القياس ، ويقوم بأعمالتطبيقية تتناول مساحة بعض السطوح ، ومساحة الدائرة ، ومساحة قطعة الدائرة، وقد عين لذلك قيمة النسبة التقريبية ط فكانت 7/1 3 أو 7/22 ، وتوصل أيضاً إلى حساب بعض الأجسام ، كالهرم الثلاثي ، والهرم الرباعي والمخروط 
كتاب "الجبر والمقابلة" وهو يعد الأول من نوعه ، وقد ألفه بطلب من الخليفة المأمون . وهذا الكتاب لم يؤد فقط إلى وضع لفظ الجبر وإعطائه مدلوله الحالي ، بل إنه افتتح حقاً عصراً جديداً في الرياضيات . وقد ترجم إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر، 
وكانت هذه الترجمة هي التي أدخلت هذا العلم إلى الغرب . وظل هذا الكتاب قروناً عديدة مرجعاً في أوروبا . وقد حققه الأستاذان علي مصطفى مُشَرَّفَة ومحمد مرسي أحمد ، ونشر أول مرة في القاهرة سنة 1939 م ، "كتاب " صورة الأرض" ، وهو مخطوط موجود في ستراسبورغ بفرنسا ، وقد ترجم إلى اللاتينية ، وتمت مقارنة المعلومات الموجودة فيه بمعلومات بطليموس ، "كتاب " العمل بالأسطرلاب" و كتاب " عمل الأسطرلاب " . وخلاصة القول إن الخوارزمي يعد من أعظم العلماء في عصره ، وقد كان له أعظم الفضل في تعريف العرب والأوربيين ومن بعدهم بنظام العدد الهندي . فهو واضع علم الجبر وواضع كثير من البحوث في الحساب والفلك و الجغرافيا . وقد عبر ألدو مييلي عن عظمة الخوارزمي بقوله : وقد افتتح الخوارزمي افتتاحاً باهراً سلسلة من الرياضيين العظام .
وقد ظلت كتبه تدرس في الجامعات الأوربية حتى القرن السادس عشر . تعتبر انجازات الخوارزمي في الرياضيات عظيمة ، و لعبت دورا كبيرا في تقدم الرياضيات و العلوم التي تعتمد عليها .



وفاته :

قيل توفي بعد 232 ه اي بعد 847 م ، وقيل سنة 236 ه .



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire